روائع مختارة | واحة الأسرة | صحة الأسرة | حتى لا نتعامى عن عيوبنا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > صحة الأسرة > حتى لا نتعامى عن عيوبنا


  حتى لا نتعامى عن عيوبنا
     عدد مرات المشاهدة: 1891        عدد مرات الإرسال: 0

الإنسان كثيرا ما يقع فى خطأ كبير وهو العمى عن عيوبه ومشكلاته وآفات شخصيته، مبررا بذلك أنه يحاول أن يحب نفسه ويرضى ذاته حتى يكون إنسانا سليما وجيدا من الناحية النفسية والعقلية، فلا تتركي الفرصة لحبك لذاتك أن يتحول الى أنانية وضرر كبير.

الكارثة التى يقع فيها البعض هى أنه يتغاضى عن عيوبه ويتناساها بل يعمل على عدم إدراكها وتجاهلها بشكل تام والعمل على محوها من أمام ناظريه دون الإلتفاف إليها، وهى من أكبر المشكلات التى يتعرض إليها الإنسان.

والحقيقة أن العمل على العيش بنفسية وعقلية سليمة ومعتدلة لا يحدث بتركك لأنانيتك تتحكم فى تصرفاتك وتبلور رؤياك لذاتك، ولا يعنى ذلك أن يتغاضى الإنسان عن مشكلاته وآفات شخصيته لأن هذا الإخفاء وعدم مواجهة الإنسان لنقصانه وعيوبه، لأن تراكم العيوب وتغطيتها يضر الإنسان ويجعله أفاقا غر حقيقى، ولذا يجب على الإنسان إصطياد العيوب لنفسه وكشفها والتخلص منها، وعدم السماح لأنانيته أن تبعده عنها وتبرر.

الهروب من مواجهة العيوب الشخصية والمشاكل النفسية والآلام لن يؤدي سوى إلى الوقوع في المزيد من الأزمات لأنه بمثابة تأجيل إنفجار القنبلة التي حتماً ستنفجر ما لم يتم التعامل معها بحكمة وإصرار وعزيمة.

من المهم ألا يغرق الإنسان نفسه في حالة من الإكتئاب أو اليأس ومن الضروري الا يستسلم الإنسان للتشاؤم حتى لا تتحول حياته إلى عذابا مستمرا، لكن هذا لا يعني أن يقنع الإنسان نفسه بأنه خالٍ من العيوب والمشكلات والآفات النفسية والسلوكية.

من الممكن جداً أن يتعامل الإنسان مع نفسه بدرجة كبيرة من التوازن ففي الوقت الذي يحاول أن يهتم فيها بما يسعده وينعش قلبه ويدفعه نحو المزيد من تقبل الحياة والإنجاز في العمل والتفوق على المستوى الدراسي أو العلمي مع الحفاظ على حياة أسرية وعاطفية مستقرة، يجب عليه في الوقت نفسه أن يبحث دوماً عن العيوب ونقاط الضعف والكهوف المظلمة في داخل شخصيته حيث يهرب من المواجهة حتى يعيد النظر ويتأمل مع نفسه بهدوء في سبب كل عيب وكيفية العلاج منه.

وحتى ينجح الإنسان في عدم السماح لأنانيته بالتغلب عليه وسجنه داخل أسوار من النرجسية والغطرسة والغرور لابد أن يكون دائمًا على صلة بالله تعالى بحيث يكون إرضاء الله أهم عنده من إرضاء الناس وأن يكون متمسكا بطاعة الله طوال الوقت، فهذا هو الطريق الأمثل الذي يعينه على التبصر بعيوب نفسه وإدراك مدى خطورتها كما أنه ومن خلال الاستعانة بالله يستطيع أن يبدأ في علاج هذه العيوب والخلاص منها.

ومن الأهمية بمكان ألا يحاول الإنسان التركيز على كل السلبيات والعيوب التي يشعر أنها تهدد شخصيته وحياته دفعة واحدة، بل يمكنه أن يبدأ بأقلها خطرًا وتأثيراً وأكثرها سهولة في العلاج، لأنها كلما إستطاع أن يتخلص من أحد هذه العيوب والنقائص سيكون ذلك دافعاً أكبر له لمواصلة الطريق وتنقية شخصيته من كل ما يشوبها.

وعلى الإنسان أن يتذكر أنه من المستحيل عملياً أن يصل إلى الحالة الملائكية أو يتصور أن بإمكانه أن يصير بلا عيوب أو نقائص لأن الحقيقة أن القلب سيظل دائماً في حالة صراع للتخلص والتطهر من السلبيات والنقائص التي تلحق به وتشوبه في رحلة الحياة.

الكاتب: أحمد عباس.

المصدر: موقع رسالة المراة.